كيف يمكن لإدمان القمار التأثير على حياتك؟

المدمنون يعانون من مرض السرور. لقد فقدوا القدرة الطبيعية على الشعور بالسعادة في الحياة. اختطف القمار دائرة المكافأة في دماغهم. وهذا ليس خطأهم بحيث ان كل ما فعلوه خلال فترة إدمان القمار كان نتيجة للمعاناة من اضطراب المتعة.

العواقب النفسية لادمان القمار

غالبًا ما يؤدي إدمان القمار إلى المعاناة من إدمان آخر ويعمل كآلية للتكيف لدى الأشخاص الذين يشعرون بالتوتر من النشاط. فانهم يلجؤون إلى المخدرات والكحول والأنشطة الأخرى للتخفيف من القلق الناتج عن أسلوب حياة المقامرة. حتى لو لم يتعرضوا أبدًا للازمات المالية نتيجة لأسلوب حياتهم في المقامرة، فقد يعانون من إدمان المخدرات والكحول نتيجة الاضطرار إلى التعامل مع إدمان القمار الناتج عن الإجهاد.

يمكن أن يكون للفوز والخسارة والعملية الشاقة للاستمرار في إيجاد طرق للمقامرة تأثير كبير على صحتك العقلية. يمكن أن تؤدي المقامرة المرضية مباشرة إلى حدوث أعراض الاكتئاب أو القلق العام والوسواس واضطرابات الشخصية أو تفاقمها.

إذا كنت تعاني من الاكتئاب قبل أن تتحول إلى مدمن قمار، فأنت على الأرجح تستخدم سلوك المقامرة للعلاج الذاتي. ولكن عندما تبدأ بفقدان رهاناتك بشكل متكرر، تزداد أعراض الاكتئاب قوة وسوءًا.

بالإضافة إلى التأثير الكبير على الاكتئاب، فإن المقامرة المرضية لها تأثير مباشر على القلق. قد تشعر بفترات متزايدة من التوتر قبل المقامرة التي لا يمكن تخفيفها إلا من خلال المقامرة. قد تتعرض لقلق استباقي يمكن الاطلاق عليه بأنه ممتع أو مخيف أو مزعج. قد تشعر أيضًا أن المقامرة هي وسيلة لتقليل القلق العام من خلال توفير وسيلة للهروب من الواقع وتجنب مؤقت لضغوط الحياة والمسؤوليات.

في المقابل، يمكن أن يكون للمقامرة المرضية عواقب مباشرة ومسببة للقلق. يمكن رؤية هذا بشكل خاص مع سلوكيات “الملاحقة”. تشير الملاحقة إلى ان المقامر سيعود مرارًا وتكرارًا لتعويض الخسائر، عادة في نفس اليوم. ستظهر حاجة ملحة لاسترداد الخسائر على الفور؛ والفشل في القيام بذلك، سيؤدي إلى التوتر والخوف وقلق شديد. في المقابل، يخلق هذا توترًا أكثر شمولية، مما يخلق دوامة حيث تركز تمامًا على التخفيف من هذا القلق والتوتر من خلال ممارسة المقامرة بشكل مبالغ فيه.

العواقب الاجتماعية لادمان القمار

الخسائر المالية وتراكم الديون هي أكثر العواقب وضوحًا عن ادمان القمار. على عكس اضطرابات الإدمان الأخرى، يمكن أن يدمر ادمان القمار نظامك المالي في غضون ساعات. وقد ينتهي بك الأمر إلى فقدان مدخرات حياتك بالكامل في جلسة واحدة للمقامرة.

بصفتك مدمن قمار، ستقضي قدرًا كبيرًا من الوقت في المقامرة، أو في التفكير في المقامرة، أو في تغطية عواقب المقامرة. فقدان الإنتاجية في العمل يؤدي إلى ضياع فرص التقدم. وهذا سيضعك هذا في وضع صعب، مما يزيد من صعوبة الحصول على عمل في المستقبل بسبب الأضرار التي لحقت بك نتيجة لعادات ومشاكل المقامرة السابقة.

عادة ما تحل العواقب القانونية لإدمان القمار تلو ظهور المشاكل المالية. قدر الباحثون أن ما يقرب ال 30 إلى 40 بالمائة من العديد من الجرائم مرتبطة بطريقة ما بإدمان القمار. من المعروف أن المقامرين القهريين يلجؤون إلى السرقة والدعارة والاختلاس والتزوير في التأمين لتمويل المقامرة الجارية. في دراسة لـ Gambler’s Anonymous، اعترف ما يقرب من 57 بالمائة بالسرقة من أجل توفير المال للمقامرة.

ماذا سيحدث ان لم اتوقف عن المقامرة؟

غالبًا ما تكون آثار إدمان القمار واضحة تمامًا. سيستخدم عدد كبير من الأشخاص الذين يمارسون القمار القهري بطاقات الائتمان وبطاقات الخصم لدفع الكازينوهات أو منظمات المقامرة عبر الإنترنت. إذا كنت منخرطًا في مشكلة المقامرة، فمن الارجح أن تتحمل الدين وتضر بعلاقاتك وتفقد أهدافك في الحياة.

هناك العديد من الطرق التي يمكن أن يؤدي بها إدمان القمار غير المعالج إلى تغيير حياتك. ومنها:

• المشاكل العائلية شائعة جدًا. تقريبا جميع المعانين من ادمان القمار في جميع أنحاء العالم لديهم مشاكل في المنزل مع أسرهم بسبب إدمانهم.
• الدمار المالي هو أمر لا مفر منه. سيذهب الأشخاص الذين يعانون من إدمان القمار إلى إجراءات صارمة للحصول على المال للمقامرة. يلجأ الكثير من الناس في النهاية إلى السرقة، أو اقتراض قروض كبيرة، أو غيرها من الوسائل اليائسة غير الشخصية.
• فقدان الوظائف مرتفع جدًا بين مدمني القمار. قد يؤدي إدمان القمار إلى التغيب عن العمل، أو قد يشتت انتباهك. سوف يتداخل إدمان القمار مع علاقات العمل والترقيات وفرص التوظيف.

وفي الحالات الأكثر تطرفًا هناك ثلاث خيارات فقط سينتهي بك المطاف بالقيام بها إذا كنت مدمنًا على القمار ولكنك غير راغب في القيام بأي شيء حيال ذلك:

• الموت (الانتحار بشكل رئيسي، بسبب وقوعك في الديون بمبالغ ضخمة) 
• السجن بسبب المآزق التي وقعت بها نتيجة سلوكيات المقامرة الخاصة بك.
• دخول المؤسسات العلاجية مثل مؤسسات إعادة التأهيل