إدمان القمار بالمُقارنة مع إدمان المخدرات

كثيراً مع نضع ألعاب القمار والمخدرات والكحوليات في كفة واحدة حيث أنها أوجه مشتركة لنفس العملة وهي الإدمان. يُعتبر الإدمان من أكثر المشكلات التي تواجه مُجتمعنا العربي في الوقت الراهن حيث يُعتبر هذا الإدمان بمثابة الخنجر في ظهر جميع شبابنا سواء الذكور أو الإناث. لا نُخفي الأمر سراً ولا يجب أن نختبأ وراء أصابعنا، بل يجب علينا أن نقوم بمواجهة مشكلاتنا حتى نستطيع حلها في أسرع وقت مُمكن لإنقاذ شبابنا ومُجتمعنا في آنِ واحد. يستهين الكثير من الشباب بألعاب الفيديو وألعاب القمار ولا يُدركون كيف يُمكن لإدمانهم على هذه الألعاب أن يؤدي إلى كوارث وخيمة. قامت الكثير من الدراسات النفسية والسلوكية بمُحاولة المُقارنة العملية ين مُدمنين القمار ومُدمنين المخدرات لمعرفة هل يوجد بينهم تشابه أم لا! ولكن وُجِب التنويه، في حال وجود تشابه بين الإدمانين، يجب عليك أن تخضع للعلاج فوراً سواء في المنزل أو في المصحات المُختصة. تابع المقال للحصول على المساعدة الكافية!

 

مقارنة بين إدمان القمار وإدمان المخدرات

قد تتسأل لماذا علينا أن نضع إدمان القمار وإدمان المُخدرات في نفس المقارنة حيث قد تظن أنهم نوعين مُختلفين تماماً من الإدمان. بالطبع هو نوعين مُختلفين من الإدمان من حيث نوع الإدمان، ولكن إذا أمعنت النظر في ماهية الإدمان ستجد أن هُناك الكثير من التشابه بين جميع فئات وأنواع الإدمان. حيث يُعرف الإدمان على أنه الحالة التي بسببها ومن خلالها تنقلب موازين الجسم والعقل والمشاعر بصورة كبيرة. لذلك، قامت الدراسات والأبحاث الأخيرة بالاعتماد على المقارنة بين أنواع الإدمان المُختلفة. وضعت الدراسات مجموعة من المعايير على أساسها قامت بقياس تأثير إدمان المخدرات وإدمان القمار على الأشخاص المصابين بهذا الإدمان.
فيما يلي بعض المعايير الصارمة والمُحددة علمياً والتي سنقوم على أساسها بالمقارنة بين إدمان المخدرات وإدمان القمار أدناه:

  • التأثير على الجهاز العصبي

يُعتبر تأثير المخدرات على الجهاز العصبي كبير نوعاً ما وهذا بالطبع بسبب دخول مواد مُخدرة إلى الجسم وهذا بالطبع هو السبب الذي يجعل تأثير المخدرات على الجهاز العصبي خطير. تُغير المخدرات من نوعية الجسم وهرمونات الجسم وإفرازات الجسم على نحو كبير. على الصعيد الآخر، لا يُمكنننا أن نتجاهل تأثير الذي يُحدثه تأثير إدمان القمار على الجهاز العصبي. يقوم إدمان القمار، خاصة في حالات الربح على إفراز هرمون الدوبامين الذي يُشعر الشخص بالسعادة الشديدة. هرمون الدوبامين هو الهرمون الذي يتم إفرازه في حالات الفرح الشديد وغالباً ما يدُمنه الجسم بشكل كبير. يُدمن الجسم الشعور المتولد بسبب إفراز هذا الهرمون وفي غيابه يصطدم الجسم كثيراً ويُصاب بالكثير من الأعراض التي تشبه أعراض الانسحاب. لذلك، بغض النظر عن نسبة تأثير المخدرات من نسبة تأثير القمار على الجهاز العصبي، فإن كلاً منهم له تأثير كبير على صحة الجهاز العصبي وغياب كلاً منهم يؤدي إلى مُعاناة الجهاز العصبي من أعراض الانسحاب.

  • التأثير على الصحة البدنية

يوجد تأثير كبير لإدمان القمار والمُخدرات على حد سواء على الصحة البدنية. يُصاب الجسم بالكثير من الأمراض البدنية التي تُصيب الجسم مثل السرطانات وأمراض القلب والرئة نتيجة لإدمان المخدرات وهذا بالطبع نظراً لدخول أجسام غريبة وغير صحية بل وأجسام سامة تماماً للجسم وعليه فإن هرمونات وإفرازات الجسم وكيمياء الدم تتغير تماماً وبصورة كبيرة. على الصعيد الآخر، يُصاب مُدمن القمار أيضاً بالكثير من الأمراض وذلك بسبب الجلوس المستمر أمام شاشة الكومبيوتر أمام منصة القمار الإلكترونية. لذلك، ستجد أن مُدمن القمار غالباً ما يُعاني من آلام في الرقبة والظهر والصداع المستمر والدوار المستمر الذي لا شك في انه بسبب التركيز المستمر أمام الشاشات. ليس هذا فقط، بل يُعاني مُدمن القمار من مشكلات السمنة المُفرطة بسبب الهروب من الخسائر إلى تناول الكحوليات والأطعمة الغير صحية وذلك في مُحاولة من مدمن القمار لنسيان خسائره.

  • التأثير على الصحة النفسية

لا يوجد أدنى مجال للشك في التأثير الذي يُصيب الأشخاص نفسياً بسبب المخدرات والقمار على حد سواء. يسبب إدمان المخدرات والقمار على حد سواء الإصابة بأمراض مثل الاكتئاب والبرانويا والقلق الشديد والوسواس القهري وكثرة التفكير في الخسائر والأرباح. حيث يُفكر مدمن القمار طوال الوقت في الخسائر والأرباح من ألعاب القمار والكازينو، لاسيما إذا كان المُدمن يُعاني من الديون المتراكمة عليه بسبب القمار. لذلك، تندحر مستويات الصحة النفسية كثيراً عند كلاً نوعين الإدمان.

 

علاج القمار

يبدأ علاج القمار من العقل أولاً. يجب إن يقتنع المُدمن بانه في مرحلة الإدمان وأن الأمر تخطى مُجرد استمتاع أو تعود على ألعاب الكازينو وأن الألعاب لم تعد بعد ألعاب ترفيهية بل أصبحت ألعاب يعتمد عليها المُدمن في حياته. يجب أن يعترف المُدمن بأن ألعاب الكازينو أصبحت هي أساس حياته وأصبحت الأولوية التي يُبقيها عن باقي أولويات حياته الأسرية والعاطفية والعملية والمهنية أيضاً.

 

في حال اقتنع المُدمن بان الأمر تخطى الإدمان وأنه يجب أن يخرج من هذه الدائرة سريعاً، يجب أن يحصل على المساعدة الفورية. تتمثل المساعدة الأولى من الأهل والأصدقاء المقربين حيث يجب أن يحصل المُدمن على الحُب والمساعدة الكافية من المُحيطين به. لا يوجد أي عيب في طلب المُدمن للحُب والمساندة من المُحيطين به وذلك لأنهم من المُحتمل ألا يكونوا مُدركين لما يمر به المُدمن من صعوبات والمتغيرات.
على الصعيد الآخر، في حال وصول المُدمن إلى مراحل صعبة من الإدمان، يجب أن يلجأ إلى المساعدة الطبية والنفسية حتى يستطيع التغلب على هذا الإدمان بأسرع وقت مُمكن وبأقل خسائر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ترجم »